المحكمة تحجز القضية للحكم
لم يبقِ في السجن المركزي بتعز إلا المتهم الثالث من المتهمين على ذمة القضية التي أثارت الرأي العام كثيراً وشغلت الشارع التعزي أياماً وأسابيع خلال شهري يوليو وأغسطس من العام الماضي 2008 تلك القضية التي عرفت باختفاء سوسن المقطري، وهي القضية التي قسمت الناس إلى قسمين، قسم جزم باختطافها على ذمة قضية سابقة مرتبطة بشهادة والدتها في قضية سرقة، وقسم آخر أعتقد أنها هربت بناءً على أولويات جمعها من هنا أو هناك… وكل كان يسرد قرائنه لتأييد وجهة نظره حتى ظهرت سوسن والتي اعترفت بتفاصيل مثيرة هزت المجتمع التعزي خاصة واليمن عامة بل وكانت تجربتها مثيرة جعلت الكثير من الآباء يعيدون النظر في أسلوب تربيتهم وتعاملهم مع بناتهم حتى لا تتكرر مأساة سوسن، والبعض الآخر مسك على قلبه وصمت، وقد قامت أجهزة البحث والنيابة في حينه بتقديم سبعة متهمين رئيسيين للمحاكمة ومساءلة آخرين وتم الإفراج عن جميع المتهمين بضمان عدا اثنين تم الإفراج عن أحدهما وهو المتهم الرابع حامد ع م نهاية شهر شعبان وقد قال للمستقلة أنه بريء في حين سوسن المتهمة الأولى كانت قد كشفت في اعترافاتها من غير ذلك واتهمته النيابة بناء على ذلك ولم يبق في السجن المركزي إلا المتهم الثالث (ي . ع . م) ولم يتم الإفرج عنه لعدم توفير الضمانة.
وبعد مداولة وجلسات استمرت عاماً كاملاً حجزت المحكمة القضية للنطق بالحكم بعد الإجازة القضائية التي تنتهي بنهاية إجازة عيد الفطر..
وقد عادت سوسن من حادثة اختفائها لظروف نفسية كثيرة مرت بها، وباعترافاتها تكون سوسن قد حملت الأسرة والمدرسة والمجتمع مسئولية كبيرة في إعادة النظر في التعامل مع المراهقين وخصوصاً الفتيات، وذلك فيما يتعلق بنوعية التعامل ومراعاة قناعتهن فيما يتعلق برغباتهن في الزوج الذي ترغب فيه دون إكراه من الأسرة وكذا التخصص التعليمي واختيار الأصدقاء وغيره من الأشياء التي تحاول الأسرة فرضها على بناتها وهو ما يشعر الفتاة بأنها مضطهدة ومسيرة وليست حرة، مما يجعل البعض يبحثن عن هذه الحرية خارج المنزل..
المستقلة بعد صدور الحكم وقول القضاء كلمته سوف تعمل على نشر قراءة لهذه القضية المثيرة حتى تعتبر منها الأسرة اليمنية عامة..